لن تُترك العاصمة القديمة وسط هذا الخراب، ولن تتوقف عجلة التطوير التي بدأت بالفعل في اتخاذ مواقعها بقلب القاهرة؛ توجز هذه الكلمات ما عرضه رئيس الوزراء خلال إحدى المؤتمرات الرئاسية من مشروعاتٍ قومية، أتى على رأسها مشروع “تطوير القاهرة التاريخية”.
يكشف لنا هذا المشروع ما تخبئه قاهرة المعز من كنوزٍ تراثية يصل عددها إلى مئات الآثار، التي تتنوع بين الفرعوني، والقبطي، والإسلامي؛ كما يوضح مشروع تطوير القاهرة التاريخية ما توّليه الدولة من اهتمامٍ كبير للمحافظة على الحضارة المصرية، عبر إحياء المباني الأثرية وإعادة هيكلة المنطقة لتتحول إلى مزار سياحي متكامل.
من منطلق ما سبق، نعرض لكم خلال هذا المقال حقيقة هذا المشروع الضخم، وما هي المخططات التي سيتم تنفيذها على أرض الواقع، إضافةً إلى كيفية الوصول لحي القاهرة التاريخية.
يتبين من تسمية “مشروع القاهرة التاريخية” ما يرمي إليه من أهدافٍ وتطلعات مستقبلية، إذ يتمحور ذاك المشروع حول إعادة رونق القاهرة القديمة لما كانت عليه من قبل، عبر أعمال الترميم أو التشييد لإرجاع هيمنة تلك المنطقة وإزالة جميع المناطق الخَرِبة حولها.
هذا وتكمن استراتيجية تطوير القاهرة الفاطمية في إعادة تأهيل الأحياء العمرانية ذات القيمة التاريخية الهامة، سواءً كانت تلك المباني مسجلة أو غير مسجلة كتراث قومي.
صرّح رئيس الوزراء بأحد المؤتمرات الرئاسية عن مخطط تطوير القاهرة، وعمّا يحتويه من أربعة محاور رئيسية، ألا وهم:
1- التأهيل العمراني للمعالم التراثية
2- التأهيل المجتمعي للمناطق السكنية المجاورة
3- التأهيل السياحي وتشغيل وكالات الحرف اليدوية
4- تأهيل المعالم التاريخية
تمتد منطقة القاهرة التاريخية من كوبري قصر النيل وحتى مبنى البريد الواقع بمنطقة العتبة؛ نظرًا لذلك، تُجاور القاهرة الخديوية العديد من الأماكن البارزة، مثل:
وصل مشروع تطوير القاهرة التاريخية اليوم إلى نطاق كبير من الإنجازات، حيث يمكنك الذهاب إلى تلك الأماكن باستخدام مختلف وسائل النقل، التي من أبرزها:
أتوبيسات النقل العام
توجد عشرات الخطوط التي تُقل المواطنين من عدة نقاط بالقاهرة الكبرى، مثل:
مترو الأنفاق
تشمل خطوط مترو الأنفاق العديد من المحطات الواقعة بقلب القاهرة القديمة، حيث يوجد بكلٍ من:
1- الخط الأول لمترو الأنفاق:
محطتان في منطقة القاهرة التاريخية، هما: محطة العتبة وباب الشعرية
2- الخط الرابع لمترو الأنفاق:
نحو 8 محطات تخدم منطقة مشروع القاهرة التاريخية بالكامل؛ من بينها:
صُنّف مشروع تطوير القاهره على أنه “مشروع ممتد” نظرًا لكبر حجم المخططات الخاصة به، حيث يزيد عدد المباني اللازم إعادة تأهيلها عن 500 مبنى تراثي.
بينما قُسمت الخطة التطويرية إلى ثلاث مراحل مختلفة يتم العمل عليها بالتوازي، بالإضافة إلى بعض المشاريع المتفرقة التي ضمت لهذا المشروع؛ لذا فإن البرامج القائمة الآن هي:
ومن الجدير بالذكر، أنه تم الإعلان عن التكلفة المبدئية لتطوير القاهرة التاريخية التي قدرت بـ 30 مليار جنيه، ومن المتوقع أن تصل إلى ما يقرب من 70 أو 80 مليار جنيه مصري.
انطوت خريطة تطوير القاهرة التاريخية على أبرز المعالم التي تقع ضمن المرحلة العاجلة لتنفيذ ذاك المشروع؛ وهذه المعالم هي:
تشتمل أعمال التطوير الجارية على إزالة المخلفات، ثم ترميم واجهة مسجد الحاكم؛ وتمتد تلك الأعمال من المسجد حتى باب النصر والفتوح على مساحة 14 فدان.
تبلغ المساحة المقرر ترميمها في محيط باب زويلة نحو 8 أفدنة، بدايةً من شارع أحمد ماهر وصولاً إلى حمام القربية؛ كما تُنفذ مجموعة من الورش الحرفية والمحلات التجارية.
وجّه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بترميم مسجد عمرو بن العاص بالكامل، نظرًا لمكانة المسجد الدينية والتراثية، إلى جانب وقوع جامع عمرو ضمن تصور تطوير منطقة الفسطاط.
علاوةً على ذلك، تتضمن منطقة ترميم المسجد مساحة 12 ألف متر مربع، شاملةً بهذا الساحة الخارجية للجامع؛ كذلك، من المخطط إرفاق كلاً من:
تتركز إجراءات الترميم في المنطقة المحيطة بالمسجد لتغطي مساحة 13 فدان، على أن تشمل هذه الإجراءات إعادة تأهيل واجهات البنايات السكنية؛ كما تضم هذه المسافة المناطق التالية:
تحيط منطقة درب اللبانة بالعديد من الأماكن مثل شارع الأزهر وجامع الحسين، لذا ستتركز الإجراءات المتُبعة على إحياء الحي عبر:
أكدّ رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على تشييد حديقة ترفيهية خاصة بالقلعة، ذلك إلى جانب ما سيتم من أعمال التجديد المذكورة في المخطط العام.
علاوةً على ما سبق، يتواجد العديد من الأماكن التي سيتم العمل عليها بالتوالي بعد الانتهاء من المرحلة العاجلة؛ مثل:
أُدرجت الجمالية كإحدى المناطق التراثية البارزة ضمن منظمة اليونسكو، احتوى مشروع تطوير القاهرة الفاطمية تباعًا على تصورات تطوير منطقة الجمالية، حيث تنطوي على:
وفي الختام، إذا أردت معرفة المزيد عن القاهرة التاريخية، يمكنك تصفح أهم المعالم السياحية في القاهرة، لتطالع هذه المنطقة عن كثب وتتمتع بأجوائها الروحانية في آنٍ واحد.